حكم من أيام الزمن الجميل
حكم قانونية من أيام الزمن الجميل |
الزملاء المحامين الكرام في كل مكان :
نعيد على حضراتكم نشر قرار محكمة الجنايات بدمشق الصادر في 18 حزيران 1960 في إحدى القضايا التي أثارت الرأي العام حينها وموضوعها "جناية التسبب بالوفاة" وكان للحكم الصادر فيها من الأهمية القانونية الكبيرة التي دفعت بعض المهتمين بالشأن القانوني لطبعه في كتيب، قمنا بتحويله لملف pdf كمساهمة في نشر الثقافة القانونية.
تتلخص وقائع هذه القضية بمشاجرة حصلت بين تاجرين كبيرين أثناء مأدبة أقامتها القنصلية التركية في دمشق، فقام أحدهما برشق الآخر بكأس من الشراب، ثم تفاقم الخلاف بينهما، وفي اليوم الثاني وُجِد أحدهما متوفياً إثر نوبة فلبية، فادعى ورثته على الآخر بتسببه بوفاته فكانت هذه القضية.
الملفت في هذه القضية أن أطرافها قاموا بتوكيل كبار المحامين بدمشق آنذاك، كنقيب المحامين "ظافر القاسمي"، والأسطورة في الجزائيات "هاني البيطار"، والفقيه الدكتور "جاك الحكيم" والأستاذ "مظهر الشربجي" وزير العدل فيما بعد، فانقلبت القضية لمبارزة قانونية حقيقية بين فريقي الادعاء والدفاع، حيث اتكأ الطرفان على أصول القانون في مظان الفقه الفرنسي، فحسمت المحكمة هذه المباراة المثيرة بحكم مبدع لم تكن فيه أقل كفاءة من الأطراف بالاتكاء على الفقه الفرنسي أيضاً.
مع تمنياتي بقراءة ممتعة.
هامش:
يلاحظ أن الحكم نُشر بالكتيب كما صدر، متضمناً أسماء الأطراف الصريحة، بشكل يتفق مع العلنية التي اشترطها القانون في المحاكمة، وهذه رسالة صريحة للزملاء اللذين أصابتهم فوبيا طمس وإخفاء أسماء الأطراف في الأحكام التي يقومون بنشرها وكأنها عار يجب ستره، بأنه لا تثريب على نشر الحكم متضمناً أسماء أطرافه، فهذه سنة القضاء!
0 تعليقات