عقود إيجار.. أم إذعان؟
مع بداية العام الجديد تلقينا في طائفة العقار الكثير من الشكاوى من بعض المستأجرين يؤكدون فيها تلقيهم ما يشبه أوامر إذعان من بعض الملاك بزيادة الإيجارات في العام الجديد بنسبة تتراوح بين 15 ــ 20 في المائة، وأن عليهم إما الموافقة الفورية أو الإخلاء السريع. ويتساءل هؤلاء المستأجرون، ماذا يفعلون خاصة أن رفع الإيجار بصورة شبه سنوية بات من البديهيات وظاهرة عامة في مختلف الأحياء.ويقسم هؤلاء بأغلظ الأيمان أن رواتبهم لم تعد تستطيع تحمل هذا الارتفاع الجنوني، الذى قفز بإيجار الغرف الثلاث إلى 20 ألف ريال والأربع غرف إلى 28 ــ 30 ألف ريال إذا كانت شبه جديدة.
ويزيد هؤلاء أنهم لا يجدون بعد البحث عن خيارات أخرى
سوى الإذعان لأن الارتفاع أصبح هو السمة المشتركة بين الجميع وكأن هناك اتفاقا جماعيا غير مكتوب على ذلك على حد ما جاء في بعض الشكاوى.والواقع أن هذه الشكاوى ليست وليدة اليوم وإنما تعود إلى عدة سنوات إلى الوراء. ورغم الدعوات المتكررة بضرورة ضبط هذا الوضع بين الملاك والمستأجرين لأهمية ذلك من أجل تعزيز الأمن الاجتماعي والاستقرار النفسي والاقتصادي للمواطنين حتى يتفرغوا للإنتاج والعمل.
إلا أن التحرك لحسم هذا الملف يسير ببطء
لتشتت المسؤولية بين الجهات المختلفة. إن مبادئ المنطق تقول بالرفع التدريجي للإيجارات وفق ضوابط محددة وأن تقوم العلاقة على التوازن بين المالك والمستأجر، لا أن تأخذ الشكل الراهن الذى يشعر معه المستأجر بأنه مغلوب على أمره وليس أمامه سوى الإذعان لأوامر المالك فقط.ولعل الحلول تبدأ من إقرار العقد الموحد للإيجار وتحديد نسبة مقننة للزيادة سواء كل عام أو اثنين بدلا من ترك الأمر للاجتهادات الشخصية، وأن تكون الزيادة مرتبطة أيضا بعمر المبنى وحالته الإنشائية. كما ينبغى أيضا الإسراع في إنشاء الهيئة العليا للعقار لتتولى الجوانب التنظيمية والتشريعية في سوق يبلغ حجمه أكثر من ترليون ريال سنويا.
ويبقى التحدي الأهم وهو الانخراط سريعا فى بناء المزيد من الوحدات السكنية لزيادة العرض مقارنة بالطلب المتزايد في المملكة التى تسجل واحدة من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم. كما أن على المواطن الشاب الذى يكون أسرة صغيرة ألا يبالغ في عدد حجرات شقته خاصة إذا لم يكن لديه أبناء فى بداية الزواج، ويمكنه التوسع عندما يرزق بهم فيما بعد. فهل نتحرك سريعا لكبح الإيجارات.المصدر :
عكاظ العدد 3879
منشور بواسطة صحيفة qanonnet.net
منشور بواسطة صحيفة qanonnet.net
0 تعليقات