المحامي اعوان القضاة
نقلاً عن الزميل المحامي عبدالعزيز المعلمي
المحامي عونٌ للعدالة: وصفٌ شهيرٌ يتردّدُ على مسامعنا - كثيراً - نحن رجال القانون، وهذا الوصف ليس مُستَمدّاًً من طبيعة المحاماة كَمِهنةٍ حرةٍ ومستقلةٍ تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة -فحسب- بل ومن نص القانون كذلك، حيث نصت المادة (121) من قانون السلطة القضائية على أن: [ أعوان القضاﺀ هم المحامون والخبراﺀ و......].
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يكون المحامي عوناً للقضاﺀ؟؟
والإجابة على هذا السؤال لايمكن أن تمتد لمناقشة كافة الأعمال التي يقوم بها المحامي من لحضة توليه القضية حتى يتم الفصل فيها بحكم نهائي فإحتواﺀ كل ذلك مما لايتسع المقام لذكره ولهذا ستكون إجابتنا قاصرةٌ على ما يقوم به المحامي من إجراﺀات أولية خارج المحكمة أو بالأحرى في مكتبه بالنسبة لكل قضية تعرض عليه إبتداﺀً، إذ تعد تلك الإجراﺀات نواةً للمرحلة الأولى التي يكون فيها المحامي عوناً للقضاﺀ وذلك من خلال القيام بما يلي :
- 1) ان يستقبل زَبُونَهُ ويصغي إلى حديثه الطويل ويناقشه في كل مايتّصِلُ بالنزاع من وقائع وأدله لكي يتفهّم وجه النزاع واضحاً، فإن وجد بعد ذلك أن الدعوى لن يكون حليفها النجاح، مال على زبونه بالنصح والأرشاد وحَمْلِه على العدول عن إقامة الدعوى.. فيوفر على المحاكم الوقت الثمين في الخوض في نزاع لا جدوى منه، - وبذلك تقل الخصومات .
- 2) وقد تقع هذه الحالة حتى بعد إقامة الدعوى، بأن يتبين للمحامي أثناﺀ سيرها أنَّ وُجْه الدعوى قد تغير لغير صالح موكله، فهو آنذاك مدعوّ أن يُسْدي لموكله النُّصْح بالعدول عن الاستمرار فيها إما بالصلح وإما بالتّرْك - لتفادي الفشل الأدبي، وتحاشي المصاريف القضائية- فيُنْقذَ المحاكم من المضي في إجراءات مضنية، وإجهاد ذهني لإصدار الحكم في دعوى فاشلة، وبذلك تُخْتَزَلُ الخُصُومات.
- وهكذا يعمل المحامي على الحد من كثرة المنازعات وتضخم الدعاوى، وازدحام المتخاصمين - في ساحات المحاكم .
- 3) أما إذا وجد الحق في جانب زبونه، وقرر قبول القضيه وتولِّي المهمة الشاقة، فإن المحامي ينوْﺀُ بالأعباﺀ التالية:
- يدرس الدعوى دراسة تامه،
- ويهيّئُ ما يقتضي لها من إعداد في الوقائع، والأسانيد القانونية
- ويركز البحث في النقاط الرئيسية التي يتوقف عليها الحل، ويتحرى بطون الكتب وتلافيف المواد القانونية لاعداد المناقشة الفقهية الكاملة، .
- ثم يضع خلاصة ذلك المجهود المضني بين يدي القاضي جاهزاً للفهم والنقاش والاختيار، يختار منه ما يحلو له.
- ويبني من (مواده) هيكل حكمه).
-وبهذا-
يكون للمحامي دوراً بارزاً في نُصْرَةِ العداله وإحقاق الحق من خلال ماقام من إجراﺀات تمهيديه خارج المحكمه وفي نطاق مكتبه الى جانب مايقوم به من اجراﺀات أمام المحكمه أثناﺀ سير الدعوى أوبعد صدور الحكم فيها وأستحق المحامي مكانته المرموقة ولقبه الشهير كمناصر للعدالة وعونٌ للقضاﺀ.
(منقول بتصرف من كتاب/المحاماة علم وفن للأستاذ المحامي/ هلال يوسف ابراهيم.)
0 تعليقات